ماجد البلوي .
عدد المساهمات : 523 نقاط : 1447 تاريخ التسجيل : 18/07/2012
| موضوع: ماهيه قصة المباهلة في القرآن الكريم..؟؟ الإثنين أكتوبر 15, 2012 3:32 am | |
| ماهيه قصة المباهلة في القرآن الكريم..؟؟
الحمد لله وحده
المباهلة وتعني : أن يجتمع القوم ويستنزلوا لعنة الله على الظالم منهم ... أي أن يدعوا دعاءاً طيلة الوقت باللعنة على الظالم . قال أبو الحارث أسقف نجران لغلامه : ادع لي الساعة شرحبيلاً فما لما يهمني الآن من أمر سواه . وكان شرحبيل هذا خازن أسراره , وموضع مشورته , وأمين ما بين جوانحه .. وذهب الغلام وعاد معه شـُرحبيل . قال أبو الحارث : دعوتك الساعة يا شرحبيل لأمر راعني وأفزعني , ما استطعت أن اختزل به أو استقل بالرأي فيه : جاءني اليوم كتاب من محمد بن عبدالله يدعوني فيه لدين يسميه الإسلام , ثم يخيرني إن أبيت بين الجزية أو الحرب ؟! ولا أكتمك أني دهشت مما يدعو وذعرت مما يتوعد وقلقت من مصاير الأمور ولقد حاولت أن افصل في ذلك برأي أو اصيب من الحق مقطعاً فما تبينت المعالم ولا إتضحت لي الحدود فاقتدح لي زناد رأيك و أشر علي بما عندك . قال شرحبيل : لست في هذا يا مولاي بصاحب رأي , ولو كان أمراً من امور الدنيا أو حادثاً مما يجري بين الناس , لرجوت أن آخذ فيه بنصيب , أو ادلي برأي .. على انني قد علمت ما وعد الله به من النبؤة في ذرية إسماعيل فما تؤمن أن يكون هذا هو ذاك ؟ ولكنني كما حدثتك ليس لي في النبؤة رأي .
قال له أبو الحارث : تنح عني قليلاً وسألتمس الرأي عند سواك . ودعا إليه آخر من أهل نجران . وإستعان به في الرأي , فما زاد على أن صدر عما قال شرحبيل , ثم دعا إليه ثالثاً , فرمى عن قوس الإثنين. ولما رآهم قد إستقاموا في رأيهم على عمود واحد أمر بالنواقيس أن تدق والنيران أن توقد والمسوح (ثوب الرهبان) أن تعلق في الصوامع , إيذانا ً بالدعوة وإعلاناً للإتمار .
وكانوا يفعلون ذلك حين يغم عليه الرأي وتستعجم الأمور , ونسلوا من كل مكان وهرعوا من كل صقع حتى إذا ما اجتمع لفيفهم وتألف جمعهم قام الأسقف وأخبرهم بكتاب محمد (صلى الله عليه وسلم ) وفاوضهم فيما يفعل , فأداروا قداح الرأي , وقلبوا وجوه الأمر , وإنتهوا إلى ان يذهب وفدٌ منهم إلى لقاء محمد يحاجّونه ويجادلونه ثم يرجعون بما يرون .
وصدر الوفد عن نجران يتزعمهم شرحبيل , ولما وصلوا إلى المدينة نضوا عن انفسهم ملابس السفر , وتلعفوا بالحبرات وأردية الحرير ووضعوا في اصابعهم الخواتم , وانطلقوا حيث يلقون الرسول صلى الله عليه وسلم .
ولما إطمأنوا إليه قدموا هداياهم , فلم ير بأساً من قبولها , وصلوا صلاتهم فلم يزجرهم عنها , ثم قال شرحبيل زعيمهم وصاحب كلمتهم : يا محمد , لقد علمت أنا نصارى , وليسرنا إن كنت نبياً أن نسمع ما تقول في عيسى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عندي فيه شئ يومي هذا فأقيموا حتى اخبركم بما يقول الله في عيسى ( عليه الصلاة والسلام ) .
ولما اصبح الغد نزل قول الله : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون [آل عمران : 59] الحق من ربك فلا تكن من الممترين [آل عمران : 60] فمن حآجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين [آل عمران : 61]
فدعاهم وأعلنهم أن قد جاء الفصل في أمر عيسى من الله , فإن لم يذعنوا ولم يعتقدوا فليجتمع المسلمون والمحاجون من اهل الكتاب في صعيد واحد رجالاً ونساءاً وأطفالاً , ثم يبتهلوا ويتستنزلوا لعنة الله على من كان كاذباً . فقالوا : دعنا نتشاور فيما بيننا , ثم نفضي إليك بما إنتهى إليه رأينا . ولما إجتمعوا قال لهم شرحبيل : لقد علمتموني بينكم صادق المنزعة ( قوة عزم الرأي والهمة ) بعيد مراد الفكر وأن الوادي إذا إجتمع أعلاه واسفله , لا يردون إلا من علمي ولا يصدرون إلا عن رأيي.. إني والله أرى امراً ثقيلاً , إن كان هذا الرجل ملكاً فإنا أدنى العرب منه جواراً , وأقرب منازل , ولا نأمن أن نصاب منه بجائحه (مصيبة تحل بمال الرجل) وإن كان نبياً فلاعنـّاه (إثبات كل طرف صدقه دعوته) لا يبقى على وجه الأرض منا شعر ولا ظفر إلا هلك .. قالوا له : فما الرأي يا ابا مريم ؟ قال : رايي أن نحكمه , فإني ارجى رجلاً لا يحكم شططاً (ظلماً) ابداً .. قالو له : انت وذاك , ودونك ما تريد , وذهب شرحبيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني رأيت خيراً من ملاعنتك , قال صلى الله عليه وسلم : " وما هو " ؟ قال : حكمك اليوم إلى الليل , وليلتك إلى الصباح , فما حكمت فينا فهو جائز , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لعل وراءك أحداً يثرب (يلومك) عليك ؟" فقال شرحبيل : سل أصحابي فإن الوادي ما يرد وما يصدر إلا عن رأيي ... فقال الرسول : " إذهبوا على ان تعودوا في الغد " . وعادوا : فعرض عليهم الإسلام فإمتنعوا , وعرض عليهم الحرب فقالوا : مالنا طاقة , وعرض عليهم الجزية فقالوا : ما تريد ؟ فشرط عليهم رسول الله ألفي حلة : الف تؤدى في رجب , وألف تؤدى في صفر على ان يظل كل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير لهم , ولهم بعد ذلك جوار الله ورسوله , لا يغيّر اسقف من سقيفاه , ولا راهب من رهبانيته , ولا كان من كهانته , ولا بغير حق من حقوقهم , ولا يـُتحيـّف شئ من سلطانهم (اخذ الشئ من حافاته وتنقصه) غير مبتلين بظلم ولا ظالم ما اصلحوا ونصحوا , فرأوه حكماً عدلاً وقولاً فصلاً ورجعوا إلى قومهم يشكرون ويحمدون محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم .
بسم الله الرحمن الرحيم
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54] ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [الأعراف : 55] وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف : 56].. والحمد لله رب العالمين تحيات ماجد البلوي | |
|