إعترافات سفّاح من «البلماح» مجزرة مسجد دهمش بفلسطين..؟؟
اعترف الجندي الصهيوني، يرحمئيل كهنوفيتش، الذي خدم في عصابات البلماخ عشية النكبة الفلسطينية، بأنه شارك في ارتكاب مجزرة مسجد دهمش في اللد، وفي التطهير العرقي بقوة السلاح لقرى وبلدات عربية كثيرة عام 1948.
وأكد كهنوفيتش في مقابلة أجراها معه الصحفي إيال زيفان من جمعية "زوخروت" التي تعنى بتوثيق النكبة الفلسطينية، أن عملية التطهير العرقي لمنطقة طبريا أطلق عليها اسم "مطاطيه"(مكنسة)، وكانت تهدف إلى طرد الفلسطينيين وتهجيرهم من قراهم ثم هدم البيوت لمنع عودتهم، بتعليمات مباشرة من يغآل ألون وبن غوريون.
وقال كهنوفيتش المقيم اليوم في "كيبوتس داغانيا" أنه شارك في تهجير قرى قضاء طبريا، وكانت الوسيلة لترويع السكان وحملهم على النزوح إطلاق الرصاص والقنابل اليدوية على القرية ودفع السكان إلى الخروج، مؤكدا أن القوة أطلقت النار على السكان وهم يهرعون للمغادرة عن طريق البحيرة بواسطة القوارب، وقال إن القوة التي كان يخدم فيها "طهّرت" أولا مدينة طبريا ثم انتقلت من قرية لأخرى لتطهيرها وتهجير سكانها.
وردا على سؤال حول المسؤول المباشر عن إصدار تعليمات التطهير، قال: "واحد ووحيد يمكنه إصدار تعليمات من هذا النوع، يغئال ألون، وأفترض أنه لم يكن هناك أي خلاف بالرأي بينه وبين بن غوريون".
وكان بن غوريون قد عيّن ألون في يوليو/ حزيران عام 1948 قائدا للهجوم على اللد، وعين يتسحاك ربين نائبا له، واطلق على حملة احتلال اللد والرملة "حملة داني"، وكان موشي ديان قائد أحد اللوائين الذين هاجما مدينتي اللد والرملة.
وبعد قرى قضاء طبريا، يشير كهنوفيتش المولود عام 1929، إلى مشاركته في تهجير سكان قرية بلد الشيخ القريبة من حيفا، ويصف التهجير بأنه كان دمويا، ممتنعا عن ذكر المزيد من التفاصيل، لكنه أشار إلى أن بلد الشيخ هي القرية الوحيدة التي قامت وحدة البلماخ التي خدم فيها بتمشيط واقتحام بيوتها، مؤكدا أن يغآل ألون أصدر تعليمات واضحة تقول: " اذهبوا إلى هناك تسلحّوا بالفؤوس والبلطات. لينصرفوا من هناك، ولا يبق هناك أي أثر، ومهما يكن عدد أفراد القوة ينبغي عدم استخدام الرصاص حتى لا يضطرون للجوء لم قر الشرطة [البريطانية] ويختبئوا هناك".
ويقول كهنوفيتش أن القوّة اقتحمت أحد البيوت في بلد الشيخ وحطمت بابه ثم ألقت قنبلة يدوية بداخله، ولم يتحدّث عن الخسائر لكنه أضاف متحدثا عن القرية بالقول بعد ذلك أصبحت أثرا بعد عين، لم تقم مجددا، هي غير موجودة.
وينتقل كهنوفيتش للحديث عن مشاركته في تطهير اللد واقتراف مجزرة مسجد دهمش، ويقول أنه خلال حصار المسجد الذي تجمع فيه الناس أطلق قذيفة "فيات" إلى داخل المسجد، ويشرح: "هذه القذيفة تحدث ثقبا بالجدار، لكنها في الداخل تحدث انفجارا وضغطا هائلا. مضيفا: " يمكن وصف ذلك وكأنه رسم جميل من يد فنان. تصوّر أن هذه(القذيفة) تخترق الجدار وتحدث ثقباً في الحائط، تقريباً هكذا، (يصنع بيده شكل حلقة صغيرة)، وفي الداخل كلهم يسحقون إلى الحائط من الضغط الذي يصنعه الانفجار في الداخل."
ويتحدث كهنوفيتش عن قوافل المهجرين، ويصفها بأنها تشبه قوافل الحجيج إلى مكّة، أناس يحملون حقائب وصرر، وهو مشهد شبيه بمغادرة اليهود لألمانيا. كانوا يحملون الصّرر والحقائب، كنا متواجدين على طول القافلة، وكان الجنود يأمرونهم بالسير بشكل منتظم، ومن لم يلتزم...(يقتل)..
ويسأل الصحفي إيال سيفان، كهنوفيتش:
ماذا شاهدت عندما دخلت اللد؟
كهنوفيتش دخلت اللد بعد الضربة الأولى. حدثت هناك أشياء كثيرة لكن يبدو أنه لا يمكن الحديث عن كل شيء.
إيال:
ما تعني بأنه لا يمكن الحديث؟
كهنوفيتش: ذبح وأشياء من هذا القبيل.
إيال:
احك لي.
كهنوفيتش : دخل السكّان للاحتماء بالمسجد مفترضين أننا لن ندخله، بينهم أطفال ونساء وشيوخ. توجه أفراد القوة إلي وقالوا: هيّا إفعل شيئا.وكانون يعنون أن أقوم بإطلاق قذيفة "فيات" إلى داخل المسجد، فقمت بذلك.
إيال:
ماذا حصل ومن أخرج الجثث بعد ذلك؟
كهنوفيتش: لا يعنيني هذا شأنهم.
إيال:
أخبرني ماذا كانت الأوامر؟
كهنوفيتش: كانت الأوامر واضحة؟ إطلق قذيفة "فيات".
إيال:
كم عدد الذين قتلوا هناك؟
كهنوفيتش: أنا أطلقت قذيفة واحدة، وكان هذا كافيا.
إيال:
كم عدد الناس الذين كانوا في الداخل؟ هل تعرف؟
كهنوفيتش: الكثيرون. أنا فتحت الباب ألقيت نظرة وأغلقته.
إيال:
ماذا رأيت بالتحديد؟
كهنوفيتش: القاعة فارغة وكلهم ملتصقون بالجدران.
وحسب مصادر فلسطينية فإن ضحايا المجازر من مدينتي اللد والرملة بلغوا حسب تقديرات نهائية 426 شهيداً منهم 176 شهيدا في مسجد دهمش في المدينة، وفي رواية أخرى بلغوا 335 شهيداً 80 منهم في مسجد دهمش.
إيال:
حصلت أمور أدت إلى خلافات بينكم مثل النهب والاغتصاب وأشياء كهذه.
كهنوفيتش: هذا صحيح، تلك أعمال قذرة، لكن هناك أمور لا يمكن الحديث عنها.
إيال:
مثل ماذا؟
كهنوفيتش: لا يمكنني الحديث عن كل شيء، لكن مثلا، قامت قوة بنهب بنك وأخذ القائد قسما لنفسه ووزع على الأخرين قسما آخر، وأرسل باقي المبلغ لمقر الحزب مع شخص من المجموعة، لكنه أخذه لبيته.
إيال:
كانت لديكم تعليمات في اللد بالمصادرة كالسيارات مثلا؟
كهنوفيتش:السيارات أمر مختلف.
إيال:
هل هناك أمور تعرفها ولا تريد أن تتكلم عنها؟
كهنوفيتش: نعم. يمكن القول هناك أمور قمت بها لكن لا يمكن أن تفاخر بها.
إيال:
هل تعتقد أنه يجب الإفصاح عن كل شيء وقع في تلك الفترة؟
كهنوفيتش: يمكن الحديث عن معظم ما حصل، هناك أمور حصلت لا يمكن الحديث عنها، هناك أمر قمت به شخصيا لكن لا يمكنني المفاخرة به.
إيال:
لماذا تم تفجير البيوت؟
كهنوفيتش: من أجل سد الطريق أمام عودة أهله. فمن يضطر للهرب من بيته لاي سبب كان يسعى دوما للعودة إليه. ولكن إذا لم يكن البيت موجوداً فهو غير موجود. كذلك الأمر بالنسبة للأرض فحين وضعنا اليد عليها وبدأنا بفلاحتها أغلقنا الطريق عليهم أمام العودة إليها. في بيسان أعطانا الراب (الكاهن) إذناً لفلاحة الأرض يوم السبت، وقام هو بنفسه بالحراثة معنا من أجل منع عودة العرب إليها.
إيال:
هل كانت خطة يجئال ألون طردهم جميعاً؟
كهنوفيتش: وكذلك بن جوريون. بن جوريون هو الذي أعطى الأمر بطردهم. لكن لم تسمح لنا قوى خارجية بإتمام المهمة. لو كنا طردناهم جميعا لاختلف الأمر، ولكان الأمر يبدو بشكل مختلف.
إيال:
هل تعتقد أنهم لم ينجزوا العمل بشكل كاف؟
كهنوفيتش: لقد أوقفونا في الوسط، هذا واضح هذا معروف، قالوا لنا توقفوا، حتى هنا.
تحيات
ماجد البلوي