قبيلة الجُبَارات
ينزلون في الشمال الشرقي من غزة. وتمتد أراضيهم الى جوار قريتي (بُرَيْر) و(الفالوجَة). قدروا في إحصاء عام 1931 بـ (4452) شخصاً منهم (2434) من الذكور و(2008) من الإثاث. وفي صيف عام 1946 م. كانوا (7525) نسمة.
والأراجح أن الجبارات هم الذين ذكرهم القلقشندي بقوله: (الحرِيِّث، بطن من جُذام، من القحطانية مساكنهم بدمرى من بلاد غزة). ذكرهم الحمداني وقال: (إنهم بنو جابر. وذكر أن كبيرهم في زمانه: نهد بن بدران)[93]. و(دِمرَى) هذه قرية من أعمال غزة لا تبعد كثيراً عن منازلهم الحالية.
والجبارات أنفسهم يذكرون أنهم والجبور- إحدى العشائر التي تتألف منها قبيلة (بني صخر) في (شرق الأردن) أبناء عم. بنو صخر، كما يذكر القلقشندي في نهاية الأرب بطن من جذام، ومساكنهم ببلاد الكرك من الشام[94]. وذلك مما يؤيد الرأي القائل بأن الجبارات جُذاميون.
وأما القول بأن هذه القبيلة تنتسب الى الصحابي (جابر بن عبد الله بن عمرو الخزرجي اللانصاري السلمي)[95] فوهم.
وتتألف قبيلة الجبارات من (13) عشيرة وهي:
(1) أبو حابر: وتضم حمايل (ابو جابر) و(أبو جرار) ومكاحلة) و(هضابين) و(أولاد حسين) وغرباء.
(2) إريتمات أبي العدوس: وتضم حمايل (صوايحة) و(زيود) و(حلاف) و(عابد) و(راجفي) و(زريقات).
(3) إريتمات الفقراء (مشارفة): وتتألف من حمايل (مشارفة) و(زريقات) و(خوصة) و(ربيلات).
و(الرتيمات) ويقال لهم (الصوايحة) يقولون إنهم دعوا بذلك نسبة الى (الصايح) إحدى العشائر التي تتألف منها قبيلة (شَمّر) القحطانية في العراق[96].
(4) قلازين جبارات: يزعمون أنهم أشراف حسينيون[97]. وتتألف من (الثوابتة) وأبو تربان) و(شغيبات).
(5) حسنات بن صباح: وتضم (صبابحة) و(عوادرة) و(غرباء).
(6) عَمّار بن عجلان: وتتألف من (فوائدة) و(رويتبية) و(مذاكير) و(حليسات).
والراجح ان (الفوايد) تعود بأصلها الى مصر. ولهم أبناء عم في (بَرقة) من أعمال ليبيا وبيروت. و(فايد) و(الفوايد) من ملاعب من بني نُميَر من حكيم من علاّق من سُلَيْم[98] من العدناينة.
(7) جبارات الوحيدي: يقولون إنهم من (قريش) ينتمون الى الحسين ابن علي رضي الله عنهما[99].
(
سعادنة النويري: وتتألف من (نويري) و(أبو فريح) و(عليوات) و(معامعة). يقولون إنهم من مكة وان جدهم (سعد) صحابي[100]. ولعلهم من (سعادنة) مصر التي تنتسب الى عرب الحجاز وتقيم في منطقة أسيوط.
(9) سعادنة أبي جريبان: وتتألف من حمايل (هليلات) و(جرابين) و(شلايلة) و(عليوات) و(قوم ابو قعيد) و(بن دحيلان) وغرباء.
(10) جبارات الدقس: وتتألف من (الدقوس) و(زيادات) و(عشيبان) وغرباء.
(11) سواركة بن رفيع: وتتألف من (سواركة) و(منايعة). وقد مرّ ذكر السواركة.
(12) ولايدة: ويقولن إنهم من سلالة (خالد بن الوليد) وهم حمولتان: و(مطارقية) و(لايدة).
(13) الرواوعة: وهم حمولتان: (خالاويون) و(مصريون).
مدارس الجُبارات:
كان لهذا القبيلة مدرسان للحكومة وأُخرى للقبيلة.
المدرستان الحكوميتان:
(1) مدرسة الجبارات (الدقّس): وتقع شرقي قرية (بربر) وعلى مسافة (7) كم منها. تأسست عام 1925. بلغ عدد طلابها (55) طالباً يوزعون على أربعة صفوف يعلمهم معلم واحد.
(2) مدرسة أبي جابر: وتقع شمال غربي بئر السبع وعلى مسافة 42 كم منها، كما تبعد بنحو 10 كم للجنوب من قرية الفالوجة. موقعتها يعرف باسم بئر أبي جابر وهو على ارتفاع 170 متراً من سطح. تأسست عام 1944. بلغ عدد طلابها (58) طالباً يوزعون على أربعة صفوف يعلمهم معلم واحد.
مدرسة القبيلة: وتعرف باسم مدرسة (الثوبتة) وتقع جنوب شرقي قرية (بربر) وعلى مسافة 4كم منها. كما تقع غربي مدرسة الجبارت المار ذكرها وعلى مسيرة 5 كم منها. بوشر بالتدريس فيها ابتداء من 1/8/1945. بلغ عدد طلابها (43) طالباً يوزعون على أربعة صفوف يعلمهم معلم واحد تدفع القبيلة عمالته.
قدر عدد الملمين بالقراءة والكتابة بين قبيلة الجبارات في عام 1947 بنحو 200 رجل.
كانت قبيلة الجبارات قبيلة قوية، تنزل في الأراضي التي تمتد من شمال غزة الى العوجاء، كما كانت تسكن القسم الشرقي من بلاد العريش. ففي أيان حكم ابراهيم باشا المصري لهذا البلاد (1247- 1256هـ: 1832- 1840 م.) ثار عليه الجباراةت فأرسل اليهم حملة قوية، ثم شتتهم بالسجن والنفي والاضطهاد مما دعا الى تقلص ظلهم وانكماشهم.
ومن أشهر حروبهم في القرن الماضي الحروت الدموية التي حدثت بينهم وبين قبيلة الترابين ودامت نحو عشرين سنة وكانت الخسارة فيها جسيمة من الجانبين. وأخيراً انتصر ترابين مصر لإخوانهم في فلسطين، ففازوا بطرد الجبارات والرتيمات من بلاد العريس الى ديار غزة. وحدثت واقعة فاصلة على (وادي الشريعة)، وعقدوا بعدها صلحاً وجعلوا فيه (قنان السرو)، شرقي غزة حداً بينهما الى اليوم[101].
وفي اثناء حروب الجبارات مع اعدائهم نزح بعضهم ونزل بلاد نابلس، كحجة والطيبة وغيرها. كما رحل من محالفيهم (عرب أبو كشك) و(الجرامنة) فنزلوا نهر العوجاء في ظاهر يافا.
وفي عام 1859 م. حارب ثريا باشا، متصرف القدس، عرب السواركة من الجبارات وانتصر عليهم[102] .
-(بعض المواقع التاريخية والأثرية في أراضي قبيلة الجبارات)-.
(1) تل الحسي:
يبعد نحو 26 كم للشمال الشرقي من غزة. اقام عليه (الآموريون) مدينة (عجلون)، احدى مدنهم التي أسسوها في جنوبي فلسطين. وقد وُجد بعد الحفر والتنقيب، ان هذا التل مؤلف من بقايا ثماني مدن بنيت فوق بعضها البعض في مدة 12 قرناً. ان تراكم أنقاض هذه المدن ادى الى ارتفاع الأرض بنحو 54 قدماً. وقد عثروا في أسفل الطبقات على بقايا فخار تعود بتاريخها الى أيام مؤسسيها الآموريين. وفي المدينة التي تلتها وجدت لوحات تشبه لوحات تل العمارنة بمصر. وفي المدينة الرابعة رأوا آثاراً فنيقية ترجع الى القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد. وفي المدينة السادسة وجدت نقوش كتابية وفخار تعود بتاريخها الى عصر النفنيقيين. واما السابعة فقد خربتها الحرائق وقد عثروا فيها، كما عثروا في المدينة الثامنة، على بقايا فخار يوناني.
والظاهر ان سكان (عجلون) لأسباب غير معلومة، هجروا مدينتهم وأنشأوا مدينة غيرها كانت تقوم على البقعة التي تقوم عليها خربة (ام لاقس- ملاقس) شرقي قرية برير، للشمال الغربي من (تل الحسي) وعلى مسافة نحو ثلاثة أميلال منه. وكان لأم لاقس هذه قيمة حربية في أيام المملكة اللاتينية التي تشكلت في القدس على أثر الحروب الصليبية، ذلك لقربها من مصر. وقد ذكرها القلقشندي على أثر الحروب الصليبية، وذلك لقربها من مصر. وقد ذكرها القلقشندي بأنها كانت تقع على طريق البريد بين غزة والكرك[103].
وتحتوي خربة (ام لاقس) على أساسات وشقف فخار وعلى تل مكون قسم منه من الأنقاض وعلى صهاريج[104].
(2) خربة عجلان:
هناك خربة تقوم اليوم على تلة ترتفع نحو (471) قدماً تعرف باسم (خربة عجلان) للشرق من قرية (برير) بنحو 8 كم. وفي العهد الروماني كانت تقوم على هذه التلة قرية عرفت باسم (أغلا- Agka).
أرجح أن يكون القصر الذي كان لعمرو بن العاص في بئر السبع والمعروف باسم (عجلان) كان في بقعة هذه الخربة وقد نسب إليها، ولم يكن في مدينة بئر السبع نفسها كما يذكر البغض. قال البلاذري: (ثم فتح عمرو بن العاص يبني وعمواس وبيت جبرين واتخذ به ضيعة تدعى عَجْلان باسم مولى له)[105] وبيت جبرين نفسها لا تبعد كثيراً عن عجلان هذه.
بقيت (عجلان) هذه معروفة حتى أواخر القرن التاسع للهجرة، إذ توفي فيها سنة 893 هـ العالم الشيخ غرس الدين خليل بن إسحاق الخليل. الشهير بابن قازان[106] حين عودته من مصر وهو في طريقه الى بلده الخليل. وقد دفن رحمه الله في بلده.
وتحتوي خربة عجلان على تل انقاض وآثار أساسات[107].
قال الدكتور فريحة: [جذر (عجل) سامي مشترك يفيد: (1) الاستدارة، ومنه العَجَلَة (دولاب)، والدائرة. (2) التدحرج. (3) العِجل، صغير البقر، وليس بمستبعد أن يكون (العجل) اسم إله أو صنم فنيقي.][108].
(3)تل النجيلة:
تل يرتفع 209 أمتار عن سطح البحر. يبعد عن (خربة عجلان) المار ذكرها بنحو 6 أميال للجنوب. كانت تقوم عليه مدينة (دِلْعان) بمعنى امتد، من مدن الآموريين التي أسسوها في جنوبي البلاد. وما زالت بقايا أسوار المدينة القديمة ظاهرة للعيان.
خربة البهلوان: (بوايك المشارفة)
تقع غربي (تل النجيلة) وتحتوي على (حجارة مبعثرة وفسيفساء وشقف فخار وزجاج وصهريج وقطعة عمود)[109] .
(5) خربة الفَوّارة:
تقع للشرق من (تل النجيلة). وتحتوي على (شقف فخار وحجار وزجاج مبعثر[110] ).
(6) تل المليحة، (تل المالحة):
يقع هذه التل الذي يعلو 237 متراً عن سطح البحر في الجنوب الشرقي من تل النجيلة ويحتوي على (تل أنقاض واساسات وشقف فخار)[111].
(7) تل القنيطرة:
9) خربة البحيرة:
تقع في أراضي عشيرة (عمار بن عجلان) وتحتوي على (حجارة مبعثرة ودبش وشقف فخار)[1[[/b]/center]1
يقع عند (بئر ابي جابر) للشرق من تل الحسي وللشمال من تل (النجيلة). وفي هذا الموقع أُقيمت (مدرسة أبي جابر) المار ذكرها. ويحتوي هذا التل على (انقاض وشقف فخار)[112].
(
خربة سكرية:
وتحتوي على (بقايا خان وأساسات وشقف فخار وحجارة وقاعدة عمود مزخرفة وقواعد أعمدة وكتابة عربية)[113]
(9) خربة البحيرة:
تقع في أراضي عشيرة (عمار بن عجلان) وتحتوي على (حجارة مبعثرة ودبش وشقف فخار)[[/